للمستوحشين مِن المسير..أنتم مصابيح الطريق..

بين حين وآخر..
مَن يَجِدّ ويَجْتَهِد ويبذل ويعطي..يتقدم وينافس..
بل إنه أحياناً تقدم على الصف والركب..
يلتفت..فيرى أكثر الناس حوله في رتابة..أو في بلاهة أحياناً..
وَشرود عن مركب الخير،أو إهمال منهم وخمول لموكب المسير والتشمير

أُناس..يتفننون في الاستغلال..ويتفانون في الرتع في أرض الهوان..
كل هذا وغيره..قد يؤثر في درب السالكين..ماأشبهه بحجر في طريق المثابرين..
كأنه سد في انسياب تدفق عطاء الأوائل والمبدعين..
الليل موحش ....كيف لا..هذه حقيقة..لكن...تَذَكّر..لستَ من يستوحشه وحدك.. فهذه الطيور تشاركك وحشتة..وليس أي ليل... بل هو ليل شتاء مُرعِد بهيم.....
...تعبر مهاجرة إلى الدفء..إنها تصبر على وحشاءه.....وبرده تصبر على وحدتها
مِن أجل دفء ستنعم به شهور..هي تصبر.. ما أروعها من طيور لها هدف..!!
ألا يحفزك هذا المشهد إلى صبر مضاعف..صبر على صقيع أيام وليالي..!!
"تستوحش الطيور ليل الصقيع" *
لكن..بعد الصبر عليه..فكر في أنه..
"سوف يعود نهارك.."*
وحينها..
]"لك..كل الاتجاهات.."*
حُق لك أن تستبشر خيرا..فأنت تملك مفاتيح..في حين أضاعها آخرون..رُبما يكون غيرك ممن تأخر في الطريق..يفقد بعض هذه المفاتيح..أو هي لديه لكنه أضاع مكانها..لِذا..أنت في المُقدمة..كذلك أنت في المقدمة لأنك حافظت..ولأنك تريد أن تكون..إنك مهيئ أن تكون من مصابيح الطريق..فأنر دربك..و دروب آخرين..بل أنر كل الدروب.. التي يصلها ضوءك..ألا ترى معي أن دروب كثيرة مظلمة..
"ولتكن حين الظلام..
أنت مصباح الطريق.." **

رُبما..زيوت مصابيحهم قد نفدت أو أوشكت على ذبولها..وَزيت مصباحك يُضيء..وكأنه يستمد جذوة ضوءه من عروق شجرة زيتيه..شجرة أصيلة..كأنها حقل نفط لاينضب..تُمِدُك بِزيت نقي.. يضيء دربك..لعل ذلك..مايدريك..

لكن..إياك والبخل..وإياك والتراخي..وإياك والعجز..إن العجز والتراخي يأتي أحياناً من الوحدة..وَقلة من يعبر بقوة..وأحياناً من صعوبة الطريق..وأحياناً لِعدم انسجام وتآلف مع أي معدن ونفس..

إن الاحتيار في النهج والتردد في السير والمضي بعد الاختيار..هو ظلام وانتحار.. وحشي

..تعزلك عن ذاتك

تجعلك لاتبصر
لاتفكر في الكل

....لاتفكر أنك وحيد

أو تسير في الدرب مع نفر قليل

إن الإكثار من تعنيف الذات وطرق باب الشك..

تخلق لك وحشة داخل النفس وخارجها..

إن كنتَ تعلم أنك على خير و هدى وحق..فَلِم الاستيحاش..!!

لِهؤلاء أقول..لا..ليس أنا من يقول..إنه ذاك الحكيم..
الفضيل بن عياض يهمس في أذنك أيها الرائع..وأنتِ أيتها الرائعة..أن:
"لا تستوحش من الحق لقلة السالكين ، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين"
تذكر..أن طريقك الذي أنت عليه..مستقيم..واضح سلكه نفر كثير سبقوك..
أعلم أن طريقك جبلي رفيع..كما أعلم أن نَفْسك كبيرة متطلعة إلى الأعالي..
قالت نملة..

أُفكر في تلك النملة التي أنذرت قومها..صارخة فيهم..أن"يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم.."متأدبة في كلامها..أن" لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون"..

نملة..تضيء درب النمل..بل تنقذهم..وإكراماً لها..تبسم لها الفارس العظيم...

يحسب لها..أنها لم تتردد بعد أن رأت مالم يروا..!!

لِم التردد في السير بعد أن بان لكثير منا الدرب..!!

يبقى تسائل..والإجابة لدى كل واحد منا..يُجيب عليها..إن كان قد رأى..

الأهم.. لاتكن النملة خير مني ومنك..!!

من طرف **Dr..ORANGE** الثلاثاء فبراير 12, 2008 4:50 pm

تسلم يالقلب الحزين على مشاركتك

تحيااتي ..

من طرف القلب الحزين الجمعة أبريل 25, 2008 9:46 am

ميرسي كتير لمرورك

تحياتي للجميع

للمستوحشين مِن المسير..أنتم مصابيح الطريق..

للمستوحشين مِن المسير..أنتم مصابيح الطريق..

رد: للمستوحشين مِن المسير..أنتم مصابيح الطريق..

رد: للمستوحشين مِن المسير..أنتم مصابيح الطريق..