الباخره.....قصيدة تستحق الإبحار!"قراءة لقصيدة الباخره"

كان هذا النص لشاعر جميل اسمه بندر العوفي


يا بحور الشعر ما تكفي بحورك دام جاتـك باخـرة وسـع الفضـا واكبـر iكثيـر
.............. ما تعوم الا على بحر ٍ غريب وما خطر فـي قلـب نـاس و لا عيـونٍ شافتـه !


ما يهم اللي يهـم احمولهـا مليـار طـن وشالتـه مـا كنّـه الا ريـش طيـر .!
.............. رغم كل الريح والامواج سـارت مـا عثرهـا ولا غرقهـا حملهـا اللـي شالتـه


فالطريق اخطار وظروف ٍ غريبة .. في طريق الخير شر وفي طريق الشر خيـر.!
.............. رغم هذا .. مبحرة من دون صـوتٍ و النـوارس فوقهـا حامـت ولكـن صامتـه

في خضمّ الموج تبحر دون خوف ودون رسم اهداف مدري هو هروب أو علم غير ؟!
.............. عـادةً تكتيكهـا مُحكـم مقنّـن والهـدف يانـاس لوهـو طافهـا مــا طافـتـه

تايهه ما حصّلت مينـا وساحـل .. والله اعلـم بالنهايـة وش يكـون وش يصيـر
.............. جرّت آهين : آه يا وقت ٍ عصيب .. وآه يا قبطانهـا محـدٍ عـرف وش حالتـه .!

كانت الرحلـة مثيـرة محـد يعلـم بالمصيـر الا عليـم الغيـب عالـم بالمصيـر
.............. يا عجايب يا غرايب من طلاسيم ٍ تخفـت عـن عيـون أهـل المعانـي صانتـه .!

ناظروا فأوصافها فعلا ً . عجيبه . شامخـة . متمـردة . وشراعهـا قـز وحريـر
.............. فاتنـة . متميـزة . بالزيـن غصـبٍ تلفـت الانظـار والقبطـان رافـع هامتـه

شايلـه حمـل ٍ مكـرر فالبدايـة والنهايـة والوسـط بـه علـم ثانـي يابصـيـر
.............. ميـر مـاالله حمّـل الانسـان حمـل ٍ مـا يطيقـه كـل حـي الله محـدد طاقتـه

يا بحور الشعر ما تكفي بحورك دام جاتك باخـرة وسـع الفضـا واكبـر كثيـر .!
.............. ما تعوم الا على بحر ٍ غريب وما خطر فـي قلـب نـاس و لا عيـونٍ شافتـه




فحاولت قراءته بقدر الامكان لأنني عشته وتنفسته



فكنت هنا بحاراً معه ولكن لا ادري عن مدى اجادتي للابحار




القراءه




توطئة

النص.....إضاءة

الشاعر....ضوء


بندر العوفي شاعر المحاورة البارز يبحر هنا على ظهر باخرته في شعر النظم ليثبت للجميع انه قبطان ماهر....



إيغالا في النص

القصيدة بحرها غريب ولم أجده في الحقيقة وهو بحر مختلط مركب والشاعر عندما يتجلى يستطيع تركيب بحور غريبة وخلطها وأبرز من قام بذلك هما الشاعران المعروفان خلف بن هذال العتيبي واحمد الناصر



يا بحور الشعر ما تكفي بحـورك دام جاتـك باخـرة وسـع الفضـا واكبـر كثيـر
.............. ما تعوم الا على بحر ٍ غريب وما خطر فـي قلـب نـاس و لا عيـونٍ شافتـه !


يبتدئ الشاعر قصيدته بمخاطبة بحور الشعر حيث يخاطبه محذراً من أن باخرته أتت على بحر غريب على القارئ " واتضح ذلك من بعض الردود على قصيدته المنشورة هنا"

ثم يستطرد بان هناك ما هو أهم من البحر وغرابته للقارئ وهي حمولة هذه الباخرة وحمولتها بالطبع هي معاني جميله .... تأملوا معي

ما يهم اللي يهـم احمولهـا مليـار طـن وشالتـه مـا كنّـه الا ريـش طيـر .!
.............. رغم كل الريح والامواج سـارت مـا عثرهـا ولا غرقهـا حملهـا اللـي شالتـه

باخرته تحمل مليار طن ورغم ذلك حملته الباخرة وكأنه ريش طير أي لم تتأثر به ولم تتسبب الريح والأمواج بأي مشاكل وصعوبات لباخرته


فالطريق اخطار وظروف ٍ غريبة .. في طريق الخير شر وفي طريق الشـر خيـر.!
.............. رغم هذا .. مبحرة من دون صـوتٍ و النـوارس فوقهـا حامـت ولكـن صامتـه

يصف الشاعر هنا رحلة الباخرة

وتأملوا التناقض والجمال في التشبيه

في طريق الخير شر وفي طريق الشر خير


والمعنى واضح وجميل ولا يحتاج إلى شرح

ثم يستطرد في نفس البيت ويوضح بأن باخرته مبحرة بهدوء وتحوم فوقها النوارس أيضاً بصمت وهنا تشبيه بليغ رغم أصوات النوارس المعهودة إلا أنها احتراماً للباخرة وحمولتها كانت صامته


في خضمّ الموج تبحر دون خوف ودون رسم اهداف مدري هو هروب أو علم غير ؟!
.............. عـادةً تكتيكهـا مُحكـم مقنّـن والهـدف يانـاس لوهـو طافهـا مـا طافـتـه

يواصل الشاعر وصف الرحلة

حيث يوضح أنها مبحرة ولكن لا تعلم إلى أين هي مبحرة رغم خبرتها في الرحلات...



تايهه ما حصّلت مينـا وساحـل .. والله اعلـم بالنهايـة وش يكـون وش يصيـر
.............. جرّت آهين : آه يا وقت ٍ عصيب .. وآه يا قبطانهـا محـدٍ عـرف وش حالتـه .

تواصل الباخرة المسير ولكنها تتوه ولا تجد ساحلاً أو ميناء والله فقط يعلم بنهايتها وتئن الباخرة في نفس البيت من سوء ظرفها وحال قبطانها


نقطة ضوء
اعتقد بان الشاعر يرمز في رحلة الباخرة إلى رحلته هو في الحياة ولكن بما أن المعنى في بطن القبطان فله الباطن ولنا الظاهر فقط



كانت الرحلـة مثيـرة محـد يعلـم بالمصيـر الا عليـم الغيـب عالـم بالمصيـر
.............. يا عجايب يا غرايب من طلاسيم ٍ تخفـت عـن عيـون أهـل المعانـي صانتـه .!


لا تزال الرحلة مثيره ولا احد يعلم مصيرها إلا الله وهنا تكرار للبيت السابق مع اختلاف الصورة
كما يؤكد ما قلته أنا في عجز البيت أن القصيدة تحمل طلاسم تصعب على من يحاول فك رموزها


ناظروا فأوصافها فعلا ً . عجيبه . شامخـة . متمـردة . وشراعهـا قـز وحريـر
.............. فاتنـة . متميـزة . بالزيـن غصـبٍ تلفـت الانظـار والقبطـان رافـع هامتـه

يريد منا الشاعر تأمل الباخرة

فهي عجيبة متميزة تلفت الأنظار وقبطانها وشاعرها يفتخر بذلك ويرفع رأسه



شايلـه حمـل ٍ مكـرر فالبدايـة والنهايـة والوسـط بـه علـم ثانـي يابصيـر
.............. ميـر مـاالله حمّـل الانسـان حمـل ٍ مـا يطيقـه كـل حـي الله محـدد طاقتـه

يكرر على وصف الحمل وصعوبته وان الإنسان يحمل حملاً ولكن الحمل محدد من الله فهو لا يحمل فوق طاقته


يا بحور الشعر ما تكفي بحورك دام جاتك باخـرة وسـع الفضـا واكبـر كثيـر i.!
.............. ما تعوم الا على بحر ٍ غريب وما خطر فـي قلـب نـاس و لا عيـونٍ شافتـه



يقفل القصيدة كما بدأها بمخاطبة بحور الشعر


إضاءات
-في القصيدة فلسفه عميقة تتميز رغم صعوبة بحرها وعمق معناها بجمال التصوير ودقة الوصف
-في القصيدة تحريك للساكن وإثارة للقارئ
-القصيدة من فم شاعرها أجمل بكثير فلو حاول اسمعانا إياها هنا لكان أفضل





وهنا اضافه مفيده منه على قرائتي اياه كانت ابحاراً منه ايضاً باتجاه الابداع





التعقيب من الشاعر الجميل


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... وبعد
أولا قبل أن أبدأ أشكر القبطان الرائع فهد الغيداني وأشيد بجميع اجتهاداته
وأثبت بأنه قادر على الإبحار بهذه الباخرة في خضم هذا المحيط المترامي هنا وهناك .
ليس عندي زيادة على ما قاله فهد الذي أستطاع أن يفتح معظم أبواب الباخرة بمفاتيحه السحرية.

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::

تعليق على المحيط ( البحر الغريب ) :

ندرك بأن الشعر لم يُوضع على البحور ، بل البحور هي التي وُضِعت على الشعر ،
والبحور الـشـعـريـة مـتـنوعـة وقائمـة عـلى نظام موسيقي له إيقاعات متناغمة وقـد
كتب عليها الشعراء الأوائل دون أن يعرفوا نظام الخـليل بن أحمد الفراهيدي ، لأن الخليل
أكتـشـفـهـا من أعـمـالهم ، ووضع هذا الـعـلم الذي لم يـسـبقه إليه غيره .

ثم جاء تلميذه الأخـفـش فاسـتدرك عليه البحر الأخير (الـمـتـدارك )
فأصبحت البحـور ، سـتة عـشـر بحـرا.
وأضــاف الـبـارودي بـحـرا لـم يـكـن مـوجـودا ولا مـسـتـعـمـلا
فــاعــلـن عـلـن ** فــاعــلـن عـلـن ، أو ، فـاعـلاتـنـا** فـاعـلاتـنـا
ونـظـم عـلـيه قـصــيـدة واحـدة ، ثم جـاء أحـمـد شـوقي
ونظم عـلـيـه قـصـيـدة واحـدة أيـضـا .

فمن هذا المنطلق :

- لماذا نستسلم لهذه القيود ؟
- لماذا لا نحاول التجديد في بحور الشعر ؟
ما المانع أن تلحن أبياتك على أي لحن شريطة أن يكون
لها إيقاع معين وعلى نمط ثابت في الصدر والعجز.
لماذا بعض الشعراء يرون أن الخروج عن البحور المعروفة جريمة ..!
أو بدعـــة وكأن هذه البحور كتب مقدسة ..!
ما هذه إلا فنون إنسانية قابلة لـ التغيير والتجديد .

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::



يا بحور الشعر ما تكفي بحورك دام جاتك باخره وسع الفضا واكبر كثير =ما تعوم الا على بحر ٍ غريب وما خطر في قلب ناس و لا عيونٍ شافته .!

1
يا بحور الشعر ما تكفي بحورك دام جاتك باخره وسع الفضا واكبر iiكثيـر
ما تعوم الا على بحر ٍ غريب وما خطر في قلب ناس و لا عيونٍ شافته .!


نعم هذا البحر غريب ولم يخطر على قلب بشر ،
وغرابته تكمن في عدم معرفة الشعراء لهذا البحر الذي لم يسبق وأن تم النظم عليه.
أما عبارة " مختلط أو مركب " عبارة ليست دقيقة وغير صحيحة .
لأن هذا البحر له إيقاعات موسيقية مستقلة تتماشى على وتيرة واحدة ،
ولكي تتضح الرؤية أكثر نلجأ للتقطيع الشعري ونضع تحت كل جزء ما يناسبه
من التفعيلات العروضية ، سيكون البحر على هذه التفعيلة :



فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلات= فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلات

1
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلات
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلات


وضعتها على إيقاع اللحن ، وليس عندي إطلاع في كيفية كتابة التفعيلة .

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::

سبق وأن نشرت هذه القصيدة في منتدى النداوي الذي يضم أغلب شعراء الخليج ،
وكانت لها أصداء رائعة ، توحي بنجاح هذا البحر ، وأجمعوا الشعراء على أن هذا
البحر غريب ولكن له جرس موسيقي سرعان ما يتقنه الشاعر .

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::

اقباس من ما كتبه الشاعر / محمد صلاح الحربي :

" بحور الشعر الشعبي/ النبطي هي تماماً مثل بحور الشعر الفصيح العمودي
تلك التي حصر ما عرفه منها الخليل بن احمد الفراهيدي ووضع لها مايسمى
بعلم العروض .. ولست اعني هنا من حيث العدد او التطابق ، لكني اعني ان
البحور هي في الأساس ابتكارات او اختراعات شعراء سباقين في هذا
الأمر ، وبالتالي فهي بمثابة الإقتراحات الغير مقدسة .. مما يعني ان اي
شاعر مجيد بإمكانه ان يخترع او يبتكر او يقترح بحره الخاص .
وكما ان بحور الشعر العربي الفصيح نشأت في البدء من خلال الغناء
في العصر الجاهلي حتى وصلت للخليل بن احمد جاهزة وتأملتها نباهته
ودرسها اهتمامه مما نتج عن ذلك وضعه لذلك العلم من خلالها ، فإن بحور
الشعر الشعبي ايضاً نشأت من خلال الغناء ، واستطيع ان اذهب في هذا
الأمر مذهباً بعيداً الى حد التأكيد متذكراً انني ذات ترنم اخترعت بحراً
جديداً بمجرد ان صغت الأبيات على نفس اللحن .. لكني وبعيداً عن القياس
على نفسي فإني أعرف ان ساحة ( القلطة/ المحاورة ) هي مضماراً لنشؤ
الكثير من الأوزان الجديدة ..

وبهذا الخصوص يقول ابو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ( الشعراء
يخترعون كل يوم جديداً ، اذ اعتادوا غالباً أن يتباروا في ايجاد الإيقاعات
الخاصة لطوالع اشعارهم فهم يوجدون النغمة اولاً ثم ينضمون الطالع على
مقتضى إيقاعها ..

وعلى هذا النحو فإن الشعر الشعبي ايضاً نشأت او اوجدت اوزانه من خلال
الغناء ، ولعله من الممكن الإستشهاد بوزن او بحر الهجيني والذي يقال بإن
تسميته مشتقة من الهجن ( الإبل) حيث كان يتغنى به صاحبه حسب إيقاع
أقدام ناقته او جمله ، ومن المؤكد ان اول من مارس ( الهيجنة ) وجد من
يستحسن غنائه ويقلده الى ان تكاثر المقلدون و وجد البحر او ( الطرق )
ايضاً لا انسى ما يسمى بالألحان اللعبونية ـ نسبة الى الشاعر الفذ محمد
بن لعبون والذي اشتهر عنه عشقه للغناء ـ اذ من بينها لحن يعتبره الكثيرون
بحر الصخري وهو اعتبار يعتمد الى رأي خاطئ في تصوري يتم تناقله
استناداً على اول من اخطأ في الأمر .. اذ انه في رأيي بحر لعبوني مستقل
تماماً عن بحر الصخري ، ويجب نسبته الى من اخترعه او ابتكره من خلال
الغناء كما اسلفت .... إلخ " أ.هـ

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::

تنويه :

فالطريق اخطار وظروف ٍ غريبة .. في طريق الخير شر وفي طريق الشر خيـر.!

كيف يكون طريق الشر خير وطريق الخير شر ؟
أحيانا يكون طريق الشر خيرا إذا كان هذا الطريق
سببا في هداية الإنسان لطريق الخير .
وأيضا يكون طريق الخير شرا أحيانا إذا لم يصبر الإنسان على هذا الطريق
الذي يحتاج لصبر وجلد بعكس طريق الشر المفروش بالورود الكاذبة .
ولكي تتضح الصورة أكثر على سبيل المثال :
النعمة خير والكل يبحث عن طريقها ولكن قد تكون شرا على الإنسان ..!
إذا لم يشكر الله أو إن لم يستغلها في الخير .
( هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ...الآية ) صدق الله العظيم
تعمدت أن أوضح هذا الشطر لكي أُبريء ذمتي لله عز وجل
ولكي لا يؤول كلامي على اللفظ دون النية .
يقول عمر بن الخطاب ليس العاقل من عرف الخير من الشر ،
بل العاقل من عرف خير الشرين !!!
بمعنى أن اللبس الحقيقي ليس في تمييز الخير من الشر بل في
التمييز بين الشرين وبذلك يكون مقياس العقل . والله أعلم .

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::

أخيرا ، أشكر الأخ / فهد الغيداني ،
وجميع الإخوة الكرام على ما تفضلوا به .
ونــــــــأسف على الإطــــــــالة .

لكم أصدق تحياتي .

تسسلم خلوووووود

يسلمو حبيب البي خلودي

شكرا خلود

حياتي قبل تحياتي

العفو
يسلمووو على المرور


طحياتي